يواجه الآباء والمربون تحديات كبيرة في تقديم الأنشطة المناسبة التي تساهم في نمو الأطفال بشكل شامل، خاصة في مرحلة السنتين. فهذه الفترة الحاسمة تتطلب أنشطة تركز على تنمية المهارات الحركية، الاجتماعية، والإبداعية بطريقة ممتعة وآمنة. لكن العديد من الأمهات والآباء قد يجدون صعوبة في اختيار الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والتعليم وتتناسب مع قدرات أطفالهم في هذا العمر. كيف يمكننا ضمان أن الطفل في سن السنتين يتعلم، ينمو، ويكتشف العالم من حوله بطريقة مثيرة وآمنة؟ في هذا المقال سوف نقدم لك الحلول العملية من خلال أنشطة مبتكرة ومؤثرة تساهم في تطور طفلك بشكل متوازن. فيما يلي بعض الأنشطة التي يمكن تنفيذها مع الأطفال في عمر السنتين:

1. نشاط فرز الألوان والأشكال (بالورق المقوى)

المواد المطلوبة: ورق مقوى بألوان مختلفة، أقلام تلوين، وأقلام تحديد أو طلاء.

ما يجب فعله: قص أشكال مختلفة مثل الدائرة، المربع، المثلث، النجمة، وغيرها من الأشكال الهندسية، باستخدام ورق مقوى ملون. ثم، قم بفرز الأشكال مع الطفل حسب اللون والشكل، واطلب منه تتبع الأشكال باستخدام أقلام التلوين أو الطلاء.

ما سيتعلمه الطفل:
هذا النشاط يعزز التعرف على الألوان والأشكال. كما يساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم الحركية الدقيقة (التنسيق بين اليد والعين) من خلال استخدام الأدوات المختلفة للتلوين أو الطلاء. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الطفل كيفية التصنيف وفرز الأشياء حسب الفئات (مثل اللون أو الشكل).

2. نشاط اللعب بالماء (السباحة بألعاب صغيرة)

المواد المطلوبة: حوض ماء صغير، ألعاب بلاستيكية صغيرة (مثل الحيوانات أو القوارب).

ما يجب فعله: قم بملء حوض مائي صغير، وامنح الطفل ألعابًا بلاستيكية صغيرة ليضعها في الماء. يمكن للأطفال أن يشاهدوا كيف تتحرك الألعاب في الماء. اجعلهم يكتشفون الحركة العائمة والسباحة باستخدام ألعاب صغيرة مثل حيوانات بحرية أو قوارب بلاستيكية.

ما سيتعلمه الطفل:
هذا النشاط يعزز من الفهم الحسي للأطفال حول حركة الأشياء والتفاعل مع البيئة المحيطة. كما يطور الوعي الحركي، حيث يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع الأشياء في الماء وتقدير تأثير الحركة على الألعاب. يعزز أيضًا التنسيق الحركي.

3. نشاط بناء برج المكعبات

المواد المطلوبة: مكعبات بلاستيكية أو خشبية ملونة.

ما يجب فعله: قدم للطفل مكعبات ملونة ليرتبها في برج أو هياكل بسيطة. شجعه على تصنيف المكعبات حسب اللون أو الحجم. ابدأ ببناء برج بسيط واطلب منه استكماله أو بناء هياكل خاصة به.

ما سيتعلمه الطفل:
هذا النشاط يعزز المهارات الحركية الدقيقة والتنسيق بين اليد والعين. كما يساهم في تحسين مهارات التفكير المنطقي والقدرة على حل المشكلات البسيطة، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الألوان والأشكال. يمكن أن يساعد أيضًا في بناء الثقة بالنفس عندما يرى الطفل نتائج عمله.

4. نشاط الغناء والحركات

المواد المطلوبة: لا شيء (الطفل فقط).

ما يجب فعله: استخدم أغاني تحتوي على حركات، مثل “رأس كتفين، ركب قدمين”، واطلب من الطفل أن يشارك في تحريك يديه وقدميه مع الكلمات.

ما سيتعلمه الطفل:
يساعد هذا النشاط على تعزيز التنسيق الحركي والوعي الجسدي. الأطفال يتعلمون كيف يمكنهم ربط الكلمات بالحركات الجسدية، مما يساهم في تطوير فهمهم للكلمات والحركات. أيضًا، يعزز من التواصل والاتصال بين الطفل والمربية من خلال الأغاني والحركات المشتركة.

5. نشاط استكشاف الصوت والآلات الموسيقية

المواد المطلوبة: أدوات موسيقية بسيطة مثل الطبول الصغيرة، أو خشبة الرنين، أو المثلث.

ما يجب فعله: قدم للأطفال أدوات موسيقية بسيطة ليكتشفوا كيفية إنتاج الأصوات. يمكنهم ضرب الطبول أو هز المثلث أو الجرس لإصدار أصوات مختلفة. شجعهم على التفاعل مع الأدوات بأنماط مختلفة، مثل اتباع نغمة معينة أو تكرار الأصوات التي يسمعونها.

ما سيتعلمه الطفل:
هذا النشاط يعزز من مهارات الاستماع والتفاعل مع الأصوات. كما يساهم في تنمية الوعي الموسيقي للطفل، ويحفز الفهم العميق للتناغم والإيقاع. يمكن أن يعزز أيضًا من التنسيق بين اليد والعين مع الأدوات الموسيقية.

6. نشاط التلوين الحر

المواد المطلوبة: أوراق رسم، أقلام تلوين أو ألوان مائية.

ما يجب فعله: قدم للطفل أوراق رسم وأدوات تلوين مثل أقلام التلوين أو الألوان المائية، وشجعه على تلوين الرسومات أو على الرسم بحرية باستخدام خياله.

ما سيتعلمه الطفل:
هذا النشاط يعزز من مهارات التلوين، بالإضافة إلى تحفيز الإبداع والتعبير عن الذات. الأطفال في هذا العمر يحبون ممارسة الأنشطة التي تشجعهم على إظهار خيالهم والتفاعل مع الألوان. كما أن هذا النشاط يحسن من مهارات التنسيق الحركي الدقيقة أثناء استخدام الأدوات.

7. نشاط الأنشطة الحركية الكبيرة

المواد المطلوبة: مساحة كبيرة خالية.

ما يجب فعله: شجع الطفل على القيام بحركات كبيرة مثل القفز أو الزحف تحت الطاولة أو الجري في دائرة. يمكنك أيضًا تعليم الطفل كيفية التوازن أو المشي على خط مستقيم.

ما سيتعلمه الطفل:
يعزز هذا النشاط من المهارات الحركية الكبرى، مثل التنقل والتوازن، كما يساعد الطفل على تطوير القوة والمرونة. يمكن أن يكون هذا النوع من الأنشطة مفيدًا أيضًا في تحسين التنسيق بين عضلات الجسم الكبيرة.

8. نشاط التصنيف البسيط

المواد المطلوبة: سلال صغيرة أو صناديق وألعاب متنوعة.

ما يجب فعله: قدم للطفل ألعابًا مختلفة (مثل كرات ملونة أو مكعبات بأحجام وأشكال متنوعة)، واطلب منه تصنيفها حسب اللون أو الحجم أو الشكل. يمكنه أيضًا أن يضعها في سلال أو صناديق حسب التصنيف.

ما سيتعلمه الطفل:
يعزز هذا النشاط من مهارات التصنيف والتنظيم. يساعد الطفل في تعلم كيفية التمييز بين الأحجام والألوان والأشكال. كما أنه يسهم في تطوير التفكير المنطقي.

9. نشاط الألغاز البسيطة

المواد المطلوبة: ألغاز خشبية أو بطاقات صور كبيرة.

ما يجب فعله: قدم للطفل ألغازًا بسيطة أو بطاقات صور تحتوي على صور مميزة مثل الحيوانات أو الأشكال. ساعده في تركيب الأجزاء أو اختيار الصورة الصحيحة.

ما سيتعلمه الطفل:
يعزز هذا النشاط من مهارات التفكير وحل المشكلات. يساهم في تحسين مهارات الذاكرة والتنسيق الحركي الدقيقة عند الطفل.

التوصيات العامة:

– التنوع في الأنشطة: من الضروري تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الحركية، التعليمية، والإبداعية لتلبية اهتمامات الطفل المتنوعة. التنويع يساعد في تعزيز تعلم الطفل ويعزز التطور في جميع جوانب نموه.

– التفاعل المستمر مع الطفل: احرص على التفاعل مع الطفل أثناء الأنشطة، سواء من خلال الأسئلة أو التعليقات التشجيعية. هذا يساعد في تعزيز مهارات التواصل ويجعل الطفل يشعر بالثقة في نفسه.

– الأنشطة التي تركز على الحواس: الأنشطة التي تشجع الأطفال على استخدام حواسهم (مثل اللعب بالماء أو الاستماع إلى الأصوات) مهمة جدًا في هذه المرحلة. هذه الأنشطة تساهم في تنمية المهارات الحسية وتطوير التفاعل مع البيئة المحيطة.

– مراعاة شروط السلامة: تأكد من أن جميع المواد المستخدمة آمنة للأطفال ولا تحتوي على أجزاء صغيرة قد تكون خطرًا عليهم. اختر دائمًا المواد المخصصة للأطفال في هذه المرحلة العمرية.

– الفترات الزمنية القصيرة: بما أن الأطفال في عمر السنتين لديهم فترة انتباه قصيرة، فمن الأفضل أن تكون الأنشطة قصيرة (من 10 إلى 15 دقيقة) مع فترات راحة بين الأنشطة.

– تشجيع الاستقلالية: شجع الأطفال على المشاركة في الأنشطة بأنفسهم قدر الإمكان. قد تساعد هذه الأنشطة في تطوير مهارات الاستقلالية لدى الطفل، مثل محاولة تصنيف الأشكال أو تلوين الرسومات.

في الختام، إن الأنشطة التي يتم تقديمها للأطفال في عمر السنتين تعتبر حجر الأساس في تشكيل شخصياتهم وتنمية مهاراتهم الأساسية. من خلال اللعب والإبداع، يكتشف الطفل العالم من حوله ويبدأ في بناء قدراته الاجتماعية والعقلية. كما أن توفير بيئة مليئة بالأنشطة التعليمية والترفيهية يعزز من شعور الطفل بالثقة والاستقلالية. كما قال ألبرت أينشتاين: “الخيال أهم من المعرفة”، فبتشجيع الأطفال على الإبداع واللعب، نمنحهم الفرصة لاكتشاف إمكانياتهم غير المحدودة.